وسائل الري
لقد تعددت الأنظمة المتبعة في الري وذلك تمشيا مع الظروف الجغرافية الخاصة بالمناطق الزراعية في القابل وبكمية المياه وأماكن تواجدها لذا ظهرت العديد من وسائل الري أهمها :
1. العيون المائية
توجد بالقابل عدد من العيون المائية التي إلى جانب كونها مصدرا للري فقد استغلت في الأغراض العلاجية ويمتاز بعضها بالملوحة العالية ومن أهمها:
# عين المرة وتقع في وادي جرف جنوب قرية النبأ وتعد من العيون المعدنية التي تستخدم لعلاج الجلد .
# عين بركة وعين الوشل وعين مرزوق وتقع في الجبال المحاذية للمضيرب من جهة الشرق وتعد عين مرزوق عينا معدنية للعلاج الطبيعي .
2. الآبــار
ظهر في منطقة القابل نظام الآبار الزاجرة وكان من بين الآبار التي اشتهرت من هذا النوع في المنطقة بئر محمد بن سالم الخنجري الحارثي في القابل في فترة الجفاف التي مرت بها القابل من عام ( 1338هـ/1920م -1370هـ/1950م ) خصوصا ومع هجرة أعداد كبيرة من العاملين بالزراعة إلى شرق أفريقيا بسبب جفاف الفلج .
3. نظام الأفلاج
لقد وضع نظام ري الأفلاج سماته المميزة على المجتمعات العمانية المعتمدة عليه اعتمادا كليا فمصالح القرى تعتمد على الأفلاج والتي بلغت في منطقة القابل خمسين فلجا ثلاثين فلجا منها لا تزال جارية منها خمسة عشر فلجا داؤوديا وعشرة أفلاج عينية وخمسة أفلاج غيلية من أهمها :
# فلج القابل
وهو فلج داؤودي أجرى ماؤه الشيخ صالح بن عيسى الحارثي سنة 1171هـ /1758م عندما بنى مسجدها ، ويقع رأس الفلج في شرق الغلاجي يتراوح طوله ما بين ستة إلى ثمانية كيلومتر وعمقه خمسة وعشرين مترا، ويمر إلى الشرق من الغلاجي والمضيرب والدريز ويتغذى من وادي العقيدة وينقسم إلى ثمان بادات.
# فلج المضيرب
هو فلج داؤودي لا يعلم على وجه التحديد تاريخ جريانه إلا أنه يعد من أقدم الأفلاج بعد أفلاج إبراء ، كان منبعه شرق الغلاجي في ساقية موجودة إلى الغرب من مجراه الحالي الذي حول إليه منذ مائتين عام ، ويعتمد على واديين رئيسيين هما وادي العقيدة ووادي سوى وتبلغ مساحة صعوده شمال البلاد حوالي ثمانية كيلومتر ويجري إلى الغرب من بلدة رياض الدمة فيجري في وسط وادي العقيدة ووادي سوى ويواصل مساره متوسطا للواديين في شمال الغلاجي ويتفرع منه من وادي العقيدة أربعة سواعد هي الصارخي ويصل طوله إلى حوالي ثلاثين فرضه والسرحة وطوله أيضا ثلاثين فرضه والساعد الثالث المرخة ويمتد أيضا ثلاثين فرضه والرابع المتخرفات والذي يقل طوله عن السواعد الثلاث الأولى ، أما من وادي سوى فله أيضا أربعة سواعد الأول المالح ويمتد شرقا في مساحة لا تقل عن كيلومترين والثاني السدرة وفيه عشرون فرضه والثالث بناوخميس وهو عبارة عن ثلاث فرضات والرابع يقطع الوادي شرقا ، ويحد الفلج من الجنوب فلج الدريز الواقع في قرية الدريز.
وعلى الرغم من فترات القحط التي تعرضت لها منطقة القابل فإن فلج المضيرب لم ينضب إنما كان يضعف في فترات الانقطاع الطويل للأمطار ( المحل ) ويزداد في فترات المطر والخصب ، كما تمتد أبار المضيرب على مسافة قدرها خمسة إلى ستة كيلومتر ويوجد في فلج المضيرب خمسة عشر بادة ، إضافة إلى يومي سبت متتالين أو ثلاثة أيام متتالية من كل يوم سبت تعتبر قعد للفلج مما يعني أن كل بادة يأتي دورها كل سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما بما أن ريع يوم السبت مخصص للفلج فكان ينادى على ماء هذا اليوم في السوق بعد صلاة العصر من يوم الجمعة فيما يطلق عليه بقعد السوق ، كما كانوا يعتمدون في حساب أوقات الري في النهار على ما يسمى بالخشبة وهي عبارة عن عمود ينصب في موضع مستو منكشف لأشعة الشمس لمعرفة أوقات ري المزروعات تبعا لاختلاف حركة ظلها، أما في الليل فاعتمدوا على حساب النجوم ومن أشهرها : " الكوي ، المنصف ، الطير ، الغراب ، الأدم ، الزهرة الكبيرة ، الزهرة الصغيرة ، الأسد ، الكبكابين ، الفاث ، الثريا ، الدبران ، الشابك ، الدالمي ، الشورى ، الجنب ، الدهارني ، البطين ، الثقيلة ، المياثيب ، الذكاره ، الأغفر ، الزبان والإكليل" .
# فلج الغلاجي
وهو فلج داؤودي أجرى ماؤه سعيد بن جميع بن سالم المسروري سنة 1322هـ / 1904م بالاشتراك مع بعض الأفراد من قبيلة الحرث، ويجري الفلج من سيح العقد المجاور لقرية رياض الدمة في ساقية واحدة ويبلغ طوله ما بين ستة إلى ثمانية كيلومتر ويمر على قرى رياض الدمة وقرنة ويتغذى من وادي العقيدة ووادي سوى. ونتيجة لرغبة أهالي الغلاجي في الحصول على حصص من مياه الفلج فقد تدخل العلامة نورالدين السالمي والإمام محمد بن عبدالله الخليلي فتقرر تقسيمه إلى النصف فيحصل سعيد بن جميع المسروري على نصف ماء الفلج بينما يحصل باقي الأهالي على النصف الأخر فقسم الفلج إلى سبع بواد على الأيام السبعة خصصت منها بادة الجمعة والاثنين للفلج بهدف خدمته وما يلزم ذلك من بناء وحصاد أما بقية البواد فنصفها لسعيد بن جميع المسروري والنصف الأخر قسم على بقية الأيام لأهالي الغلاجي ومنهم سالم بن عمير بن حنظل المعمري وقبيلة المسارير ومن شاركهم ومحيسن بن سعيد بن خليفين الخنجري وجماعته ، وحمد بن سعيد الغيثي وجماعته ، ولأولاد بوالسعود والمحارمة وشركائهم ، وعبدالله وحمدون وحمد أبناء حميد بن عبدالله الحارثي والسمرات وشركائهم.
# فلج الدريز
فلج داؤودي أجراه ثلاثة من قبيلة البروانة هم عمر بن مسعود بن صالح البرواني وعبدالله بن مسعود بن صالح البرواني وسعيد بن علي بن مسعود البرواني في الفترة ما بين ( 1250هـ/1834م – 1280هـ/1864م ) ، ويقع رأس الفلج في شرق الغلاجي إلى الجنوب الغربي من رأس فلج القابل ويمر على وادي العقيدة وشرق الغلاجي والمضيرب ويصل طوله إلى حوالي ستة كيلومتر وكان يقسم إلى إحدى وعشرون بادة خفضت إلى سبع بواد منها بادتين يومي الجمعة والاثنين لقعد الفلج وخدمته والخمس الأخرى للأهالي.
# فلج النبأ
هو فلج داؤودي يقع رأسه في قرية الرسة بالشمال الشرقي من قرية النبأ ويبلغ طوله حوالي ثمانية كيلومتر ويمر على قرية بطين، يعد من أقدم الأفلاج في القابل يوازي أفلاج إبراء والواصل في القدم أجراه بنو غنيم وبنو سعد وبنو كعب وينقسم إلى سبعة عشر بادة ونصف منها بادة تقعد للفلج يوم الجمعة والبواد الأخرى هي بادة بن عريس وبادة بن ياشكي وبادة السعديين وبادة المزيودة وبادة النثور وبادة جابر وبادة المزَيد و بادة المعتن وغيرها.
# فلج رياض الدمة
هو فلج داؤودي يقع منبعه بالقرب من قرية النبأ ويحاذيها من الجهة الجنوبية مرورا بقرية يقال لها عيشان تقع ما بين النبأ وقرية رياض الدمة ويصل طوله إلى حوالي خمسة كيلومتر لا يعرف على وجه التحديد تاريخ شق الفلج إلا أن من أجراه بنو غنيم بمساعده من بعض قبائل الحرث وبنو نعمان وبنو رواحه والموالك وينقسم إلى اثني عشرة بادة منها البادة الأولى والخامسة لقعد الفلج وبقية البواد للأهالي فيتم توزيع لكل بادة ثمانية ربوع والربع عبارة عن ستة آثار ماء وقد اعتمد في حساب أوقات الري على الخشبة في النهار أما في الليل فقد اعتمد على النجوم التي بلغ عددها اثني عشرة في الصيف واثني عشرة في الشتاء منها :" الثريا ، الدبران ، الشابك ، الظلمي ، الشرطين ، البطين ، الصارة ، الصارة ، الصارة ، الصعد ، الكوكبين ، الذراع ، الشعري ، اللدم.
# فلج عز
وهو فلج داؤودي ينبع من طوي عدي ويمر إلى الغرب من قرى المضيرب والدريز يبلغ طوله إحدى عشرة كيلومتر أجراه الشيخ سعيد بن علي الصقري الذي هاجر من إبراء سنة 1270هـ/1853م إلى عز وذلك بمساعدة من بعض أفراد قبائل الحرث.
وإضافة إلى هذه الأفلاج الرئيسية في منطقة القابل وجدت أيضا أفلاج أخرى منها فلج مسعود الذي أجراه مسعود بن عامر بن جمعة البرواني في الفترة مابين ( 1260هـ/1843م _ 1280هـ/1864م ) وفلج سالم الذي أجراه محمد بن سالم بن محسن الخنجري وأفلاج الأسود شرق القابل والتي أجراها أولاد الحضري.